مرحبًا أعزائي ،،
أقدم لكم باقة من خبرات الحياة والحكم والأمثلة و الأقوال المفيدة و القصص القصيرة
-
من القصص القصيرة , من القصص المعبرة و الهادفه
❞ يحكى عن رجل خرج في سفر مع ابنه إلى مدينة تبعد عنه
قرابة اليومين، وكان معهما حمار وضعا عليه الأمتعة، وكان الرجل دائما ما يردد قول:
ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
... وبينما هما يسيران في طريقهما؛ كُسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل:
ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فأخذ كل منهما متاعه على ظهره، وتابعا الطريق، وبعد مدة كُسرت قدم الرجل،
فما عاد يقدر على حمل شيء، وأصبح يجر رجله جرًّا، فقال: ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فقام الابن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره وانطلقا يكملان المسيرة ، وفي الطريق لدغت أفعى
الابن، فوقع على الأرض وهو يتألم، فقال الرجل:
ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
وهنا غضب الابن وقال لأبيه: أهناك ما هو أعظم مما أصابنا؟؟
وعندما شفي الابن أكملا سيرهما ووصلا إلى المدينة، فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها، فقد جاءها زلزال
أبادها بمن فيها.
فنظر الرجل لابنه وقال له: انظر يا بني، لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا
لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم، وكنا مع من هلك..
لـ يكن هذا منهاج حياتنا اليومية لكي تستريح القلوب من الوجل والقلق والتوتر
قال أحد الصالحين :
نحن نسأل الله
فإن أعطانا ، فرحنا مرة، وإن منعنا، فرحنا عشر مرات
لأن العطاء ؛ اختيارنا , والمنع اختيار الله ، واختيار الله خيرٌ من إختيارنا. ❝ -
من القصص القصيرة , من قصص الأطفال
❞ كانت تعيش أسرتان من النمل في إحدى الأشجار الكبيرة ، وذات يوم اشتدت برودة الطقس ، وكان المطر غزيرًا ، فأسرعت أسراب النمل إلى منزلها ، ودخلت مسرعًة في الشجرة الكبيرة .
وظل المطر يسقط عدة أيام ، ولن يتمكن النمل من الخروج لجمع طعام لهم ، وشعرت النملة الصغيرة بالجوع الشديد ، فذهبت تبكي لأمها من شدة الجوع ، لكن أمها أخبرتها إنه قد نفذ كل ما لديهم من طعام .
ولكن قررت النملة أن تذهب إلى جارتها لتطلب شيئًا من الحبوب لتطعمه لصغيرها الجائع ، وصلت النملة إلى منزل جارتها وطرقت الباب ، ففتحت لها النملة نمولة وطلبت منها أن تعطيها بعض الطعام لأولادها .
لكن النملة نمولة أخبرتها أن سوء الجو منعها من الخروج للبحث عن طعام وقد نفذ ما لديهم من الحبوب أيضًا ، ولكن لم تكن النملة نمولة تخبر الحقيقة ، بل كانت تحتفظ ببعض الحبوب في منزلها داخل حجرة صغيرة ، لكنها رفضت أن تعطي جارتها النملة بعض من الطعام لتطعم أولادها ، وأبقت ما عندها ولم تفكر إلا في نفسها .
رحلت النملة الأم وهي حزينة ، ولا تعرف ماذا تفعل ، فلم تعطيها جارتها نمولة الطعام ، ويشعر صغارها بالجوع الشديد ، فرفعت يداها نحو السماء ودعت الله أن يرزقها بالطعام لها ولصغارها .
وبالفعل استجاب الله لدعاء النملة ، وتوقف المطر وسطعت الشمس ، فحمدت النملة الله وشكرته ، وخرجت من الشجرة الكبيرة تجمع الحبوب بقدر حاجتها ، وعادت مسرعًة لتطعم صغارها وتخزن ما بقي .
وبعد مرور عدة شهور كان صغار النملة نمولة جياع ، فقد نفذ كل ما لديهم من طعام ، فقررت النملة نمولة أن تذهب إلى جارتها النملة الطيبة لتطلب منها بعض الحبوب ، ورغم أنها تخلت عن جارتها في المرة الأولى ولم تعطيها أي طعام لأولادها الصغار ، كان للنملة الطيبة موقف مختلف وعظيم .
فقد أخبرتها النملة الكريمة أن النبي صلّ الله عليه وسلم قد أوصانا بالجار ، فدعت النملة الطيبة جارتها نمولة للدخول إلى المنزل ، وأن تأخذ ما يكفيها من الحبوب لها ولصغارها ، فشعرت النملة نمولة بالخجل الشديد من كرم النملة الطيبة ، وتعلمت منها درسًا مفيدًا عن الكرم والتعاون والإحسان. ❝ -
من القصص القصيرة للأذكياء
❞ الفتاة والحصاة:
قديما و في أحد قرى الهند الصغيرة، كان هناك مزارع غير محظوظ لاقتراضه مبلغا كبيرا من المال من أحد مقرضي المال في القرية. مقرض المال هذا – و هو عجوز و قبيح – أعجب بنت المزارع الفاتنة، لذا قدم عرضا بمقايضة .
قال: بأنه سيعفي المزارع من القرض إذا زوجه ابنته. ارتاع المزارع و ابنته من هذا العرض. عندئذ اقترح مقرض المال الماكر بأن يدع المزارع و ابنته للقدر أن يقرر هذا الأمر. أخبرهم بأنه سيضع حصاتين واحدة سوداء و الأخرى بيضاء في كيس النقود، و على الفتاة التقاط أحد الحصاتين .
1.إذا التقطت الحصاة السوداء، تصبح زوجته ويتنازل عن قرض أبيها
2.إذا التقطت الحصاة البيضاء، لا تتزوجه و يتنازل عن قرض أبيها
3.إذا رفضت التقاط أي حصاة، سيسجن والدها
كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى في أرض المزارع، و حينما كان النقاش جاريا، انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين. انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداوين ووضعهما في الكيس. ثم طلب من الفتاة التقاط حصاة من الكيس .
الآن تخيل أنك كنت تقف هناك ، بماذا ستنصح الفتاة ؟
إذا حللنا الموقف بعناية سنستنتج الاحتمالات التالية :
1. سترفض الفتاة التقاط الحصاة
2. يجب على الفتاة إظهار وجود حصاتين سوداوين فيكيس النقود و بيان أن مقرض المال رجل غشاش .
3. تلتقط الفتاة الحصاة السوداء وتضحي بنفسها لتنقذ أباها من الدين و السجن .
تأمل لحظة في هذه الحكاية، توضح لنا الفرق بين التفكير السطحي و التفكير المنطقي. إن ورطة هذه الفتاة لا يمكن الإفلات منها إذا استخدمنا التفكير المنطقي الاعتيادي.
فكر بالنتائج التي ستحدث إذا اختارت الفتاة إجابة الأسئلة المنطقية في الأعلى .
مرة أخرى، ماذا ستنصح الفتاة ؟
هذا ما فعلته الفتاة :
أدخلت الفتاة يدها في كيس النقود و سحبت منه حصاة و بدون أن تفتح يده أو تنظر إلى لون الحصاة تعثرت و أسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى ، وبذلك لا يمكن الجزم بلون الحصاة التي التقطتها الفتاة .
يا لي من حمقاء، و لكننا نستطيع النظر في الكيس للحصاة الباقية و عندئذ نعرف لون الحصاة التي التقطتها هكذا قالت الفتاة، و بما أن الحصاة المتبقية سوداء، فإننا سنفترض أنها التقطت الحصاة البيضاء. و بما أن مقرض المال لنيجرؤ على فضح عدم أمانته '
فإن الفتاة قد غيرت بما ظهر أنه موقف مستحيل التصرفبه إلى موقف نافع لأبعد الحدود
الدروس المستفادة من القصة :
هناك حل لأعقد المشاكل، و لكننا لا نحاول التفكير. اعمل بذكاء و لا تفكر بشكل مرهق. ❝ -
من القصص القصيرة , من القصص المعبرة و الهادفه , من قصص الصحابة رضي الله عنهم
❞ ذات الناطقين--عرفت أسماء الإسلام بعدما تحدثت مع والدها في شأن هذه الرسالة الهادية وراحت تفكر كثيرا وذات يوم اتجهت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعلن إسلامها وتعاهده على الطاعة والعبادة لله وحده، فدعا لها رسول الله أن يقوي إيمانها ويثبتها على الحق، وأن يضاعف الله لها الثواب والأجر في الدنيا والآخرة، وراحت أسماء تلتقي بمن أسلمن من النساء ثم أعجبت بإيمان والزبير بن العوام، وصبره على الأذى وثباته على العقيدة، وكان الزبير من المقربين إلى أبي بكر وذات يوم طلبها الزبير للزواج فوافق أبوبكر رضي الله عنه، وكان الزبير قد أسلم وله من العمر خمس عشرة سنة وكان خامس من أسلم، وبدأت أسماء حياتها الزوجية في مكة في بيت الزبير، وكان فقيرا، ولكنها كانت راضية سعيدة معه فلم تكلف زوجها ما لا يطيق فشاركته العبادة وحفظ كتاب الله إلى أن سافر للتجارة في بلاد الشام وترك أسماء في بيت والدها.
ولما جاء وقت الهجرة لعبت دورها التاريخي بقوة وثبات حيث كانت تغامر بالذهاب إلى المكان الذي انتهى إليه الرسول وصاحبه الذي هو والدها أبو بكر رضي الله عنه وهو غار ثور، وكانت تأتي إليهما ليلا بالطعام والشراب ولقد سميت بذات النطاقين، حيث كانت قد صنعت سفرة، فيها شاة مطبوخة ومعها سقاء ماء وذهبت مع شقيقها إلى الغار ولم تجد ما تربط به السفرة والسقاء فقامت بفك نطاقها وشقته نصفين وربطت بأحدهما السفرة وبالأخر السقاء ولما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعلت ذلك قال لها: أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة، وسميت من بعد ذلك بذات الناطقين..
وفي المدينة بدأت أسماء تتعاون مع زوجها في شؤون الحياة وأنجبت في حياتها خمسة رجال وثلاث بنات: عبدالله ، عروة . المنذر. المهاجر. عاصم، والبنات خديجة. أم الحسن. عائشة، ومن الأمثال الدالة على قوة وشجاعة أسماء حينما شكا لها ولدها عبدالله خوفه من أن يمثل بنو أمية بجسده إن هو مات، فقالت له كلمتها الشهيرة ولا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها لقد كانت الصابرة على آلامها والشجاعة التي كانت تتخذ خنجرا، تجعله تحت رأسها لتدافع به عن نفسها، والمشاركة الشجاعة في غزوة تبوك، مع زوجها وابنها عبدالله وكان صغيرا، وهي الكريمة التي تقول لبناتها أنفقن وتصدقن ولا تنتظرن الزيادة عما عندكن حتى تجدن به، فإنه أحسن ثوابا وأجدي عند الله، إنها السيرة التي ستظل مدى الأيام تحمل المعاني الخالدة ويتناقلها الجيل بعد الجيل ليكون منها الأسوة والقدوة الحسنة فهي عنوان تضحية المرأة المسلمة وقدوة تسير على طريقها، كانت تضحيتها الغالية بابنها في سبيل المبدأ والرسالة السامية، رضي الله عنها وعن الصحابة أجمعين. ❝
⏤ عائشه بنت ابي بكر -
من القصص القصيرة , من القصص المعبرة و الهادفه , من قصص الصحابة رضي الله عنهم
❞ كان جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه رجلاً من اهل اليمن، وقد اخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم صحابته الكرام بصفاته، فقد كان جرير كان جميل الوجه حسن المنظر، كما كان شجاعاً كريماً وذات يوم قدم إلى المدينة في رمضان، ودخل من الباب التي آشار الیه الرسول صلي الله عليه وسلم من قبل وكان بالفعل كما اخبر عنه الرسول صلي الله عليه وسلم، فبسط له رداءه وقال: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه، قال له الرسول بنية ذات يوم: يا جرير ألا تريحني من ذي الخلصه ( وهو بيت للأصنام ) وكان جرير لا يثبت على ظهر الخيل، فذكر ذلك للرسول صلي الله عليه وسلم فضرب بيده علي صدره وقال : اللهم ثبته واجله هادياً مهدياً فما وقع بعد ذلك عن فرس .
وانطلق جرير مع مائة وخمسين فارساً من قومه واشعل النيران في ذي الخلصة وقام بهدمها، فأصبحت يحيط بها السواد من كل جانب، فأرسل جرير رجلاً ليبشر النبي صلي الله عليه وسلم بخلاصه من هذه الدار .
وقد عرف جرير بصدقه وإيمانه وشجاعته، وذات يوم ارسل إليه الفاروق عمر رضي الله عنه ليخرج مع قومه الي مقاتلة الفرس، ولهم ربع ما يغتنمونه من عدوهم، وكان الفرس بعد الهزائم التي لحقت بهم قد جمعوا الجموع في مكان عرف باسم جلولاء وقد حفروا حوله خندقا عميقا، فخرج المسلمون بجيش تعداده 12 ألف بطلاً من ابطال المهاجرين والانصار، وحاصروا الفرس وانتصروا عليهم واقتحموا عليهم الابواب فانهزم المجوس، ولاذوا بالفرار، وقتل منهم عدد كبير وكان على رأس الهاربين قائدهم مهران، ولكن أحد قادة المسلمين لحقه وقتله .
وبعد ذلك تم جمع الغنائم الكثيرة فطالب جرير بأخذ ربعها كما كان الاتفاق مع الخليفة عمر رضي الله عنه، فتوقف قائد الجيش عن التوزيع وكتب إلى الخليفة عمرة فكتب عمر إليه: صدق جریر، قد اتفقت معه على ذلك، فإن كان قاتل هو وقومه قد اتفقت معه علي ذلك فإن كان قاتل هو وقومه من اجل الغنائم فأعطوهم ما اتفقنا عليه، وان كان قتاله لدين الله والجنة فله نصيب واحد من المسلمين، فلما قرأ جرير كتاب عمر قال : صدق أمير المؤمنين، لا حاجة لي بذلك، انا رجل من المسلمين اختار الجنة علي الغنيمة. ❝
⏤ جرير بن عبد الله -
من القصص القصيرة , من قصص الأطفال
❞ كان الشتاء باردًا بشكل خاص ، الثلج فرش فرشًا سميكًا على الأرض ، وقد اختفت السناجب والقنافذ في منازلهم الشتوية الدافئة للنوم بعيدًا عن الأشهر الباردة الداكنة ، حتى الرخويات والقواقع قد اختفت ، الكل اختبأ لانتظار الربيع كانت الغابات والحقول صامتة وخالية فقط الغراب الكبير الأسود كان يبحث عن وجبة المساء.
كان الغراب يتنقل كل يوم بحثًا عن الطعام لكنه لم يجد شيئًا ، ولا حتى فأر صغير أو قطعة من الغداء المتبقي لشخص ما ، لدرجة أنه صار متعبا وجائعًا ، وأخذ يكلم نفسه : يبدو أني سأذهب من دون عشاء هذه الليلة ، ظل يطير عبر السماء في بحث يائس آخر ، كان على وشك العودة عندما رأى عمود من الدخان قادم في السماء .
الدخان يعني نار والنار يعني الطهي والطبخ يعني الطعام ! ، فكر الغراب وطار بأسرع ما يستطيع ، نحو الدخان ووجد الدخان من مدخنة مزرعة كبيرة ، حيث زوجة المزارع تطبخ العشاء ، كان الحساء لذيذ الرائحة في وعاء كبير على النار ، وأرغفة من الخبز الطازج كانت على الطاولة ، في انتظار أن يقطع إلى شرائح ، وقطع من الزبد وقطعة من الجبن في صحون على النافذة ، فزوجة المزارع قد تركت النافذة مفتوحة حتى تبقي الزبدة دون ذوبان .
رأى الغراب قطعة الجبن من النافذة المفتوحة وهى تلمع وجميلة ، طار إلى النافذة وخطف قطعة الجبن في منقاره الأسود الكبير وطار ، كانت زوجة المزرعة مشغولة بتحريك الحساء ، كان الغراب سعيدًا جدًا ويقول في نفسه : لا شيء مثل قطعة الجبن بعد ظهر اليوم البارد في فصل الشتاء ! ، طارت نحو الأشجار الطويلة ووقف على فرع عال للاستمتاع بوجبته .
كان الثعلب المكار يكمن مخبأ بين الشجيرات ، وكان يجوب الغابة والحقول طوال اليوم بحثًا عن الطعام ، لكنه لم يجد شيئًا يتناوله وأخذ يقول لنفسه : سوف أضطر للذهاب دون عشاء الليلة ، فإذا به وهو عائد ، رأى الغراب على فرع عال مع قطعة من الجبن في منقاره .
فكر الثعلب في حيلة للحصول على قطعة الجبن من الغراب ، ذهب يتمشى أمام الشجرة أمام الغراب ، ثم ناداه : مساء الخير تبدو جيدًا اليوم ! ، الغراب نظر لأسفل متفاجأ ، فلم يكن قد سمع الثعلب يتكلم بأدب من قبل ، واستمر الثعلب : يا سيد غراب ، كم جميل أنت ! الريش الخاص بك أسود جدًا ! على نحو سلس جدا! حقا أنا لم أر مثل هذا الريش من قبل!
كان الغراب مندهشًا جدًا فلم يصفه أحد بالجمال من قبل ، واستمر الثعلب قائلًا : ما هذا القوام الرشيق ، فأنت تطير لأعلى أعلى من النسر ، أعجب الغراب بثناء الثعلب عليه ومدحه فيه ، استمر الثعلب في المدح : لم أرى مخالب مثل مخالبك إنها من أجمل الأشياء فيك فكل شيء فيك جميل ، ابتسم الثعلب سرًا فقد رأى أثر مدحه للغراب ، وقال وهو يتطلع بإعجاب إلى الغراب : عزيزي الغراب لم أسمع صوتك فلابد أن يكون أحلى صوت في العالم ، وجميل مثلك هل من الممكن أن تغني لي؟
كان الإغراء بالإطراء هذه المرة ، وكانت جميع الطيور الأخرى قد أخبرته بأن صوته فظيعًا وهنا بدأ الثعلب في التسول له أن يغني له ! ، وأخذ الغراب نفسًا عميقًا وفتح منقاره بصوت عال وصاخب كاو! ، سقطت قطعة الجبن ! انقض عليها الثعلب وابتلعها ، أما الغراب فقد أدرك ما حدث .
ومشى الثعلب واختفى من خلال الأشجار وترك الغراب متحسرًا ، وتركه يشعر بالغباء كيف يقتنع بكلام سخيف ويفقد العشاء الجميل له ، تكدر الغراب وعاد إلى المنزل دون عشاء. ❝ -
من القصص القصيرة , من القصص المعبرة و الهادفه , من قصص الصحابة رضي الله عنهم
❞ الصحابي المؤمن الشهيد المجاهد الصامت أبو عبدالرحمن زید بن الخطاب رضي الله عنه الشقيق الأكبر للفاروق عمر بن الخطاب رضي الله أسلم قبل أخيه عمر، وكان من السابقين الأوائل، وقد أتاه الله عز وجل بسطة في العلم والجسم فكان رضي الله عنه مؤمنا بصيرة، وكان طويل القامة أسمر اللون.
هاجر زید بن الخطاب مع أخيه عمر من مكة إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي الأنصاري وقد تأخيا كذلك في الجهاد.. شارك في غزوة بدر الكبرى فكان يقاتل ببسالة وشجاعة، يتصدى للمشركين بصدره، دون درع تحميه، ولما رأه أخوه عمر بن الخطاب بهذا الوضع، خلع درعه وأعطاه إياها قائلا له: أقسمت عليك إلا لبست درعي، فأخذها زید ولبسها ولكنه بعد لحظة نزعها وأعادها إلى عمر قائلا له: إني أريد النفسي ما تريد لنفسك، أي إني أريد الشهادة مثلما تريدها أنت.
وقد تأثر زيد رضي الله عنه تأثرا كبيرا عندما ارتدت بعض قبائل العرب عن الإسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ودون أي تردد، توجه مع جيش المسلمين لحرب المرتدين وعلى رأسهم مسيلمة الكذاب.والتقي جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه مع مسيلمة الكذاب وأتباعه، وصعد زید إلى ربوة وصاح بأعلى صوته: أيها الناس عضوا على أضراسكم وأضربوا في عدوكم وامضوا قدما والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله أو القاه سبحانه فأكلمه بحجتي. ومن هنا جاءه لقب الصامت.
واشتد القتال وثار الغبار وزید رضي الله عنه يقاتل بكل شجاعة وبطوله، ولما اشتد القتال ودب الذعر بين المرتدين تاقت نضس زید إلى الاستشهاد فألقى بنفسه وسط المعركة، وأخذ يتوغل في صفوف الأعداء بلا مبالاة يقاتل ببسالة وهو يحمل راية المهاجرين، وظل يقاتل ويقاتل بشجاعة وكان له ما ينتظر حدوثه حيث لقي الشهادة في كرامة وكتب في سجل المجاهدين الخالدين السابقين إلى جنة الخلد.
وهكذا استشهد الصحابي الجليل زيد بن الخطاب رضي الله عنه في موقعة اليمامة التي حدثت بين المسلمين وبين المرتدين من أتباع مسيلمة الكذاب في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك في شهر ربيع الأول من السنة الثانية عشرة للهجرة. ❝